كان النبي محمد عليه الصلاة والسلام مثالاً ونموذجاً لرجال الأمة في التعامل مع زوجاته، فلم يرو عنه أنه عنف يوماً زوجة، أو شتمها، بل كان هديه في التعامل مع نسائه قائماً على معاني الود والاحترام التي تظللها السكينة والرحمة، وفي هذا المقال توضيح لهدي الرسول عليه الصلاة والسلام في التعامل مع زوجاته.
هدي النبي في التعامل مع نسائه الرحمةكان عليه الصلاة والسلام رحيماً بنسائه، لا يكلفهم ما لا يطيقون من الأعمال، ويخفف عنهم مسؤوليات الحياة وأعباءها من خلال تقديم يد العون والمساعدة، وسئلت عائشةَ ما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصنعُ في بيتِه؟ قالت: (كان يكونُ في مهنةِ أهلِه، تعني خدمةَ أهلِه، فإذا حضرتِ الصلاةُ خرجَ إلى الصلاةِ) [صحيح مسلم]، وهذا يعني أنه لم يتكبر عن مساعدة زوجاته في مهنتهنّ في بيوتهنّ، فكان يخصف نعله، ويرقع ثوبه بنفسٍ متواضعة، وقلبٍ رحيم.
الحبظهرت هذه المحبة في مواقف كثيرة عبر عنها النبي عليه الصلاة والسلام، وكانت السيدة خديجة رضي الله عنها أول حبٍ له، حيث بقيت ذكراها ومواقفها العظيمة خالدة في قلبه، حتى عندما تزوج غيرها من النساء، كما أحب النبي السيدة عائشة رضي الله عنها التي كانت من أقرب الناس إليه .
المداعبة والممازحةكان النبي عليه الصلاة والسلام يداعب نساءه ويمازحهن حتى في اللحظات العصيبة، وسمع الصديق رضي الله عنه ابنته عائشة ترفع صوتها على النبي الكريم، فاستأذن عليهما، وكاد أن يضرب ابنته لرفعها صوتها على النبي، فوقف النبي بينه وبينها ليحميها من ذلك، وعندما خرج الصديق قال النبي لها ممازحا (...كيف رأيتني أنقذتك من الرجل...) [سنن أبي داود] .
المشاركةكان النبي عليه الصلاة والسلام يسابق السيدة عائشة، فتسبقه مرة ويسبقها مرة، كما سمح لها يوماً أن تشاهد الحبشة وهم يلعبون بالحراب، وفي كل مرة يسافر فيها كان يقترع بين نسائه، فأيهن خرج سهمها رافقته في رحلته.
حسن الاستماعكان النبي عليه الصلاة والسلام يستمع إلى نسائه حينما يحادثنه ويتشوق لذلك مصغياً إليهن، وحدثته السيدة عائشة يوماً عن قصة أبي زرع وزوجته، وعندما أكملت تلك القصة رد عليها النبي رداً دل على حسن استماعه وإصغائه إليها حينما قال: (كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ ) [صحيح البخاري].
العفو والصفحعفا النبي عن زوجاته حينما أسأن ولم يعنفهن أو يضربهن، فقد كسرت السيدة عائشة رضي الله عنها يوما إناء فيه طعام كانت قد أهدته إلى النبي عليه الصلاة والسلام زوجته صفية، ودفعها لفعل هذا الغيرة من ضرائرها، فلم يقابل النبي عليه الصلاة والسلام فعلها هذا سوى أن تبسم قائلا: (غارت أمكم...) [صحيح البخاري].
المقالات المتعلقة بتعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته